ضرورة التوبة قبل رمضـــان
قبل الانطلاق
أخي الحبيب..
قبل أن ننطلق في سباق الخير لهذا الشهر لابد أولا أن نستعد لهذا الشهر العظيم ،أي:
ما هي نفسيه المسلم في الفترة القادمة
قبل رمضان؟
و بمعنى أخر
كيف سيستقبل قلبك رمضان؟
و هل قلبك مستعد لاستقبال هذا الخير الكثير؟
و أريد أن يسال كل منا نفسه..
كم من السنين مرت و نحن نصوم رمضان؟
منا من صام رمضان 20 سنه،و لكن ما الذي تغير في أحوالنا؟
قد يكون السبب عدم استعدادنا لاستقبال رمضان..
و لذلك في هذه الدقائق نطوف حول الأسباب التي تعينك على الفوز بهذا الشهر..
حتى يكون افضل من سابقيه إن شاء الله..
التوبة…. بداية الطريق
و إذا جعلنا الكلام السابق نصب أعيننا،و استشعرنا الحاجة الشديدة للفوز برمضان،فان أول شئ يجب أن يفعله كل منا هو التوبة….
فالتوبة هي بداية الطريق الصحيح..
أنا أتعجب عندما تذكر كلمة توبة و لا تهتز لها قلوبنا،
أنا أخشى عندما نسمع حديث
النبي صلى الله عليه وسلم:
"لو بلغت ذنوبكم عنان السماء…."
أن يكون هناك أناس قد بلغت ذنوبهم عنان السماء في هذا العصر من كثرتها و فجرها و الاستهانة بها.
و لكن هناك أشياء أسوا من المعاصي…
إنها الغفلة…يوجد رجال و نساء شغلتهم الموضة و المال و مشاكل الحياة عن الله تبارك و تعالى..
أليست هده الغفلة تحتاج إلى توبة؟
أليس القلب الساهي عن الله في حاجه إلى التوبة؟
أليست العين التي لم تدمع منذ 6 شهور من حب الله و من جلال الله في حاجه إلى توبة؟
محتاجين نتوب من المعاصي ومن غفلتنا..
أحيانا يكون
صاحب الكبيرة النادم أحب إلى الله من
صاحب الصغيرة المصر عليها…
محتاجين نتوب
عن نعم ربنا التى تنزل علينا ليل نهار
و لم نؤدي شكرها..
محتاجين نتوب
عن عبادات قصرنا في تجميلها
و تزينها لله عز و جل
محتاجين نتوب
عن صلوات تأخرت عن مواعيدها،
و سنن لم نؤدها…
كيف نستقبل رمضان و نحن لم نحدث هذه التوبة
و لم نحدث بها أنفسنا؟
ليكن و أنت تستقبل تلك الأيام شعار سيدنا
موسى عليه السلام
"قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه : 84]
أين العجلة إلى الله عز وجل…علينا أن نتبرأ من المعاصى
و الذنوب لكي نبدأ رمضان و نحن عباد تائبين لله عز وجل..
توبة يفرح بها الله عز وجل و يباهى بها ملائكته
…و احذروا الغفلة..
فان الغفلة اشد من المعصية
لان العاصي يشعر بذنبه و يتألم من معصيته،و لكن الغافل مشكلته أنه لا يشعر أنه في مشكلة.
تعلم …كيف تحصى ذنوبك؟
يحدثنا القرآن عن التوبة، فيقول الله عز وجل
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]لا تظن أنك لست من المسرفين ، فالمؤمن دائما يتهم نفسه بالتقصير..
و في الأثر أن المؤمن يرى ذنوبه على قلتها كالجبل
يوشك أن يقع عليه…
و أن الكافر يرى ذنوبه على كثرتها كذبابة
يهشها بيده فتطير
كان سفيان الثوري أحد التابعين يحكى عن نفسه فيقول
جلست يوما اعد ذنوبي فإذا بها 21 ألف ذنب،فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان
ب21 ألف ذنب، تقف بين يدي الله يسألك عن 21 ألف ذنب ذنبا ذنبا..ماذا تقول؟
والله ليسقطن لحم وجهك خجلا و أنت تعرض قبائحك على الله ..ثم قال لنفسه
يا سفيان هذا ما تذكرته من الذنوب،فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنت؟
ناس كثير تنام عن معصية و تصحي تنساها…
لكن يا ترى أتنست عند الله أم لا؟
يقول ربنا سبحانه و تعالى
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المجادلة : 6]و يقول الله عز وجل
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف : 49]يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ [آل عمران : 30]فقال سفيان
والله لاستغفرن عنها ذنبا ذنبا
فقال: فجلست أتذكر سنه سنه من عمري..
حاول تقعد مع نفسك و تفتكر ذنوب السنوات الماضية،لان من المصائب أن نظن أن الذنوب التي تركناها قد غفرت..
ولكن الذنب لا يغفر إلا بتوبة…
لكن الذنوب التي تركتها لم تغفر بعد
لأنك لم تتب منها
أحذر التراخي
يقول تعالى
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء : 17]و المقصود بالجهالة هو الجهل بمقام الله و ليس الجهل بكون المعصية حلال أم حرام..
أي توبوا قبل أن تموتوا..توبوا قبل أنتنسوا ذنوبكم
سئل الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"
قال:هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب..
فسارع لتمحى ذنوبك فلا تتذكرها يوم القيامة.يصف الله عباده المؤمنين فيقول
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68]تخيل فاسق فعل كبيرة من الكبائر تتحول إلى حسنات!!!
تخيل مدى رحمه الله بعباده!!!فيحسد المؤمنون منذ نعومه أظافرهم الفاسق التائب..
يقول العلماء
إن اشد صراخ أهل النار ليس على ألم النار و ليس على ألم التعذيب،ولكن على ذنوب فعلوها و لم يتوبوا عنها
أتدرى إن لم تسرع بالتوبة ما هو البديل؟
البديل هو صراخ أهل النار..
بالله عليك..فلتسارع بالتوبة و أنت تقرا هذه الكلمات!!
لماذا لا نعاهد الله عز وجل على أن نتبرأ من جميع ذنوبنا ؟؟
الله يحثنا على الإسراع و إلى التوبة فيقول
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران : 133]فهل لنا أن نسارع بالتوبة قبل
فوات الأوان؟
أين الإرادة؟
أين إرادتنا للتوبة قبل رمضان؟
وآلا فكيف سنستقبل رمضان ونحن على معاصينا و ذنوبنا و غفلتنا..
يقول الله عز وجل
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [الزمر : 54]
تب يا أخي في الدنيا قبل أن تندم في الآخرة
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ 0000سورة الزمر اية 56 -59اقرأ هذه الآية و تدبر معناها…قال الله تعالى
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً [النساء : 27]
يخاطبنا الله تبارك و تعالى بخطاب رقيق فيقول
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة : 104]فأين إرادتنا للتوبة؟
قصص من التائبين
عابد بنى إسرائيل
جاء في الأثر أن رجلا من بنى إسرائيل عبد الله 20 سنه،ثم عصى الله 20 سنه،فنظر يوما إلى وجهه في المرآة و قد رأى الشيب في رأسه فقال
يا رب أطعتك 20 سنة..ثم عصيتك 20 سنة..
أتراك تقبلني لو عدت؟
فوجد أن جرمه شديد،فنام على تلك الحالة فرأى
في المنام من يناديه…
عبدي أطعتني فقربناك،ثم عصيتنا فأمهلناك..
و إن عدت إلينا قبلناك..
ولتعلم أخي الحبيب أن للتوبة ثلاثة شروط
الندم
الإقلاع عن الذنب
العزم على عدم العودة
والعجيب أن الثلاثة شروط متعلقة بالقلب،و لذلك
فكل اضطراب للقلب توبة،يقول عبد الله بن عمرمن ألم بذنب
فاهتز قلبه و اضطرب
محي عنه ذنبه
انظر إلى كم هو الأمر سهل و هين.
قاتل المائة نفس
قبل الانطلاق
أخي الحبيب..
قبل أن ننطلق في سباق الخير لهذا الشهر لابد أولا أن نستعد لهذا الشهر العظيم ،أي:
ما هي نفسيه المسلم في الفترة القادمة
قبل رمضان؟
و بمعنى أخر
كيف سيستقبل قلبك رمضان؟
و هل قلبك مستعد لاستقبال هذا الخير الكثير؟
و أريد أن يسال كل منا نفسه..
كم من السنين مرت و نحن نصوم رمضان؟
منا من صام رمضان 20 سنه،و لكن ما الذي تغير في أحوالنا؟
قد يكون السبب عدم استعدادنا لاستقبال رمضان..
و لذلك في هذه الدقائق نطوف حول الأسباب التي تعينك على الفوز بهذا الشهر..
حتى يكون افضل من سابقيه إن شاء الله..
التوبة…. بداية الطريق
و إذا جعلنا الكلام السابق نصب أعيننا،و استشعرنا الحاجة الشديدة للفوز برمضان،فان أول شئ يجب أن يفعله كل منا هو التوبة….
فالتوبة هي بداية الطريق الصحيح..
أنا أتعجب عندما تذكر كلمة توبة و لا تهتز لها قلوبنا،
أنا أخشى عندما نسمع حديث
النبي صلى الله عليه وسلم:
"لو بلغت ذنوبكم عنان السماء…."
أن يكون هناك أناس قد بلغت ذنوبهم عنان السماء في هذا العصر من كثرتها و فجرها و الاستهانة بها.
و لكن هناك أشياء أسوا من المعاصي…
إنها الغفلة…يوجد رجال و نساء شغلتهم الموضة و المال و مشاكل الحياة عن الله تبارك و تعالى..
أليست هده الغفلة تحتاج إلى توبة؟
أليس القلب الساهي عن الله في حاجه إلى التوبة؟
أليست العين التي لم تدمع منذ 6 شهور من حب الله و من جلال الله في حاجه إلى توبة؟
محتاجين نتوب من المعاصي ومن غفلتنا..
أحيانا يكون
صاحب الكبيرة النادم أحب إلى الله من
صاحب الصغيرة المصر عليها…
محتاجين نتوب
عن نعم ربنا التى تنزل علينا ليل نهار
و لم نؤدي شكرها..
محتاجين نتوب
عن عبادات قصرنا في تجميلها
و تزينها لله عز و جل
محتاجين نتوب
عن صلوات تأخرت عن مواعيدها،
و سنن لم نؤدها…
كيف نستقبل رمضان و نحن لم نحدث هذه التوبة
و لم نحدث بها أنفسنا؟
ليكن و أنت تستقبل تلك الأيام شعار سيدنا
موسى عليه السلام
"قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه : 84]
أين العجلة إلى الله عز وجل…علينا أن نتبرأ من المعاصى
و الذنوب لكي نبدأ رمضان و نحن عباد تائبين لله عز وجل..
توبة يفرح بها الله عز وجل و يباهى بها ملائكته
…و احذروا الغفلة..
فان الغفلة اشد من المعصية
لان العاصي يشعر بذنبه و يتألم من معصيته،و لكن الغافل مشكلته أنه لا يشعر أنه في مشكلة.
تعلم …كيف تحصى ذنوبك؟
يحدثنا القرآن عن التوبة، فيقول الله عز وجل
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]لا تظن أنك لست من المسرفين ، فالمؤمن دائما يتهم نفسه بالتقصير..
و في الأثر أن المؤمن يرى ذنوبه على قلتها كالجبل
يوشك أن يقع عليه…
و أن الكافر يرى ذنوبه على كثرتها كذبابة
يهشها بيده فتطير
كان سفيان الثوري أحد التابعين يحكى عن نفسه فيقول
جلست يوما اعد ذنوبي فإذا بها 21 ألف ذنب،فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان
ب21 ألف ذنب، تقف بين يدي الله يسألك عن 21 ألف ذنب ذنبا ذنبا..ماذا تقول؟
والله ليسقطن لحم وجهك خجلا و أنت تعرض قبائحك على الله ..ثم قال لنفسه
يا سفيان هذا ما تذكرته من الذنوب،فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنت؟
ناس كثير تنام عن معصية و تصحي تنساها…
لكن يا ترى أتنست عند الله أم لا؟
يقول ربنا سبحانه و تعالى
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المجادلة : 6]و يقول الله عز وجل
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف : 49]يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ [آل عمران : 30]فقال سفيان
والله لاستغفرن عنها ذنبا ذنبا
فقال: فجلست أتذكر سنه سنه من عمري..
حاول تقعد مع نفسك و تفتكر ذنوب السنوات الماضية،لان من المصائب أن نظن أن الذنوب التي تركناها قد غفرت..
ولكن الذنب لا يغفر إلا بتوبة…
لكن الذنوب التي تركتها لم تغفر بعد
لأنك لم تتب منها
أحذر التراخي
يقول تعالى
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء : 17]و المقصود بالجهالة هو الجهل بمقام الله و ليس الجهل بكون المعصية حلال أم حرام..
أي توبوا قبل أن تموتوا..توبوا قبل أنتنسوا ذنوبكم
سئل الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"
قال:هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب..
فسارع لتمحى ذنوبك فلا تتذكرها يوم القيامة.يصف الله عباده المؤمنين فيقول
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68]تخيل فاسق فعل كبيرة من الكبائر تتحول إلى حسنات!!!
تخيل مدى رحمه الله بعباده!!!فيحسد المؤمنون منذ نعومه أظافرهم الفاسق التائب..
يقول العلماء
إن اشد صراخ أهل النار ليس على ألم النار و ليس على ألم التعذيب،ولكن على ذنوب فعلوها و لم يتوبوا عنها
أتدرى إن لم تسرع بالتوبة ما هو البديل؟
البديل هو صراخ أهل النار..
بالله عليك..فلتسارع بالتوبة و أنت تقرا هذه الكلمات!!
لماذا لا نعاهد الله عز وجل على أن نتبرأ من جميع ذنوبنا ؟؟
الله يحثنا على الإسراع و إلى التوبة فيقول
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران : 133]فهل لنا أن نسارع بالتوبة قبل
فوات الأوان؟
أين الإرادة؟
أين إرادتنا للتوبة قبل رمضان؟
وآلا فكيف سنستقبل رمضان ونحن على معاصينا و ذنوبنا و غفلتنا..
يقول الله عز وجل
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [الزمر : 54]
تب يا أخي في الدنيا قبل أن تندم في الآخرة
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ 0000سورة الزمر اية 56 -59اقرأ هذه الآية و تدبر معناها…قال الله تعالى
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً [النساء : 27]
يخاطبنا الله تبارك و تعالى بخطاب رقيق فيقول
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة : 104]فأين إرادتنا للتوبة؟
قصص من التائبين
عابد بنى إسرائيل
جاء في الأثر أن رجلا من بنى إسرائيل عبد الله 20 سنه،ثم عصى الله 20 سنه،فنظر يوما إلى وجهه في المرآة و قد رأى الشيب في رأسه فقال
يا رب أطعتك 20 سنة..ثم عصيتك 20 سنة..
أتراك تقبلني لو عدت؟
فوجد أن جرمه شديد،فنام على تلك الحالة فرأى
في المنام من يناديه…
عبدي أطعتني فقربناك،ثم عصيتنا فأمهلناك..
و إن عدت إلينا قبلناك..
ولتعلم أخي الحبيب أن للتوبة ثلاثة شروط
الندم
الإقلاع عن الذنب
العزم على عدم العودة
والعجيب أن الثلاثة شروط متعلقة بالقلب،و لذلك
فكل اضطراب للقلب توبة،يقول عبد الله بن عمرمن ألم بذنب
فاهتز قلبه و اضطرب
محي عنه ذنبه
انظر إلى كم هو الأمر سهل و هين.
قاتل المائة نفس